كانت تمشي في ذلك الزقاق المظلم ببطئ، والمشي ببطئ هو من أكثر الاخطاء الشائعة في الأزقة المظلمة.
مرت على رجلين يقفان مقابل بعضهما، احدهما يمسك بقارورة بيره، والاخر بلفافة تبغ كبيرة. مؤكد انهما يتحدثان عن مالايثير اهتمامها الحالي على الاطلاق.
تمنت لو ان الرجلان لم يحدّقا اليها بتلك النظرات التي خدشت مزاجها. همت بأن تسرع في مشيتها، لكنها قررت ان تبقى على نفس السرعه البطيئة وهي تمشي بتأمّل.
كانت تفكر، مالذي أريده في حياتي بحق السماء !! ماذا أريد! ماذا! أريد! هل يبدو هذا سؤالا صعبا بحق آمون الاله الجميل الذي قرأت عنه!
هي في اخر الزقاق الان، وقد لاحظت اصوات خطوات تتبعها، فالظلام! يا الهي. يبدو انه احد الرجلين! ماذا افعل!
اسمعي يافتاة، منذ البداية مالذي جعلكي تتسكعين ببطئ في هذه اللّفه المظلمه! ذنبك على جنبك. نحن في حي عشوائي! ولا يستطيع احد ان يتنبأ بما سيفعله بك خاطفك الذي يتبعك! من الافضل الا تستديري، امضي مسرعه، الان.
خطت خطوة واسعه واحده ثم توقّفت فجأة لتضحك على مزاجها المتوتر بسبب سؤال وجودي كان يُعتقد بأنه سيشعرها بالتحدي فالحياة. اكتشفت هوية ذلك اللصلوص خلفها.
اشتمت رائحة عطره، المغفل، كان ينتظر دخولي الى هذا الزقاق ليباغت قلبي الهش بخدعة رخيصة لطالما قرأت عنها فالقصص البوليسية، قررت ان تستدير بعد ان ادخلت يدها في حقيبتها الجلدية مخرجة سكاكر التفاح التي يحبها حبيبها الذي خلفها، والذي اراد ان يزلزل مشاعرها بسبب تأخرها عن موعد العشاء اليوم، ياحلوتي، كان من المفترض ان نكون فالمطعم منذ ساعة، قررت ان آتي لاصطحابك ايتها الجميلة.
قبّلا بعضهما بعنف، وكأنهما ينتقمان لكل تلك المكائد التي حبكاها لبعضهما بحب. عند اخر الزقاق المظلم، رأسها على كتفه وهما يمشيان جنبا الى جنب، قالت، أحبك. قال لها : مالذي تريدينه في حياتك. فضّل لو انها تقول : أنت، لكن هي فضلت ان تغير الموضوع، هل تعلم بأننا طوال حياتنا كنا نعيش داخل عقل شخص يحلم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق