انتهت صلاة الجماعة عند دخولي الى المسجد، دخلت أنا من باب وهو من باب آخر وهذا ثالث آتٍ من ورائي، أعزائي القرّاء ،نحن على صدد متابعة رقصة من أكثر الرقصات اثارة للاشمئزاز.
أقمت الصلاة، وكما هي العادة المقيتة، محاباة بيننا ليتقدم شخص للإمامه، تقدم هو، كبّر ولم تلبث عشر ثوانِ لأقرأ فيها الفاتحة، حتى ركع ببطئ وارتفع بسرعة كغصن خيزران متمايل! سجد ورفع ثم سجد وقام، ثم ركع ورفع وسجد ورفع، يا الهي، الله اكبر! السـ السلا عليكم ورحمة الله. أخيرا، انتهت الصلاة، ليبدأ سباق المسافات الطويلة، تغ تغ تغ ثلاث مرات ثم سب سب سب سب سب سب ثلاث وثلاثين، ثم حمدل حمدل حمدل حمدل ثلاث وثلاثين ، ثم الله وك الله وكاللهوك الله وك ثلاث وثلاثين.
مالذي كان يفعله هذا الرجل قبل دخوله الى المسجد ؟ لا أدري! ربّما كان يفكّر، مؤكد انه كان يفكّر ولكنه هذه المره قد غاص بتفكيره في جهنم وفي كيفية الخلاص منها!
بحثت كثيرا عن ما يضاهي الصلاة في تكررها يوميا لأتعامل معها تعامل المستمتع بيومه، وجدت ان المتكررات تتمثل في المأكل والاستحمام والصلاة والتسوق من البقالة والقراءة ومشاهدة الافلام او المحاضرات او أي مسلّي والاستماع الى المواد العلميه والموسقى، واحيانا أمارس التأمل.
لم أجد مايضاهي الصلاة في قداستها غير التأمل، ولكني رأيت أنه لا فرق بينهما من حيث الدافع لأدائهما ، فكلاهما مؤدلجان، فالصلاة واجبة لأن هناك جحيما مستعره، والتأمل طقس تنويري يتمثل في كونه منجى من الحياة الرتيبه ليزيدها ألقاً وشاعرية لينقلها الى حياة رهيبه ذات معاني واهتمامات حقيقية.
في رحلتي وسعيي لفك شيفرة الصلاة التي اقتنعت بأنها رمز من الرموز الروحية، لم أصل الى مبتغاي الى الان ولكن ما اثارني لكتابة هذه السطور هو ذلك الازعاج الذي لن أستطيع تحمّله بعد الان.
مافائدة صلاة كانت أسرع من البرق في تأديتها مع خلوها حتى من أصغر اللمحات الروحية ! مافائدة صلاة لست مقتنعا فيها من اعماقي! مع الاقتناع قطعاً بـأن فيها مايقنع. تساؤلات كثيرة تملأ رأسي بلا توقّف فيما يتعلّق بموضوع الصلاة منذ زمن، ولم اجد لها اجوبة ولا على أي من المستويات لا المنطقية ولا الروحيه النفسيه! هل فعلا ان تارك هذه الصلاة كافر؟ ولكن ماذا عن تأديتها مع الشعور بالاكراه لتأديتها؟ ماذا عن تأديتها لأن هناك جهنم لو لم أؤدها ؟ ماذا عن البكاء! ألا يعتبر طقسا روحانيا في هذه الحالة؟ ماذا لو طلبت ربع أجر أي صلاة لطقس واحد من البكاء الحقيقي؟ هل سأدعي، يستجاب لي؟! صدقني يا الهي، سأبكي فعلا، فكما أني أتقن الضحك فكذلك أتقن البكاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق