الأربعاء، 24 أبريل 2013

ألم تفهمي بعد؟ لقد إخترقت عقله!




- (رسالة فيسبوكيّة) هيه! أيتها الجميلة. ألا زلتي أمام كمبيوترك؟
- ربّاه، يالروعة هذه التصاميم، هذا مصمم من عالم آخر. نعم أنا هنا ياعزيزي.
- هلا ظهرتي على سكايب الان؟ هناك ما أود أخباركي عنه.
- أتريد أن تسمعني أصوات قبلاتك أم ماذا؟! حسنا أنا قادمة ..

- مرحبا
- أهلين، ماذا هناك
-لنننن تصدّقي! لقد فعلتها!
- حقاً!!!
- نعمممم.
- لا أعلم عن ماذا تتحدّث على أية حال.
- تبا لكي، لقد إخترقت عقله.
- من؟
- ..........
- ماذا؟؟؟ هل تقسم على ذلك؟؟؟
- ههههههههههه نعم سأقسم باسمه هو إن أردتي ذلك
- أخبرني كيف فعلتها أيها الأحمق الداهية؟

- أولا، لتعلمي -من اليوم فصاعدا- مع من تتحدثين! اتفقنا!
- أنا أتحدث مع حبيبي كيفما أشاء! مفهوم؟
- لأ، إلّا اليوم
- هيه إن لم تتحدّث فسوف أتركك!
- وهل تستطيعين؟!
- تحدث يا ملعون
- ههههههههههههه غبيّة
- كيف فعلتها يا حبيبي؟
- ههههههههههههههه نعم يا حبيبتي، اعمق اعمق
- ههههههه سخيف

- في البداية كانت الكلمة. وفي حالتي، كانت البداية هي الرمية الأولى لنردي الذي أخبرتك بأنني اشتريته من موقع ياباني
- اهه اهه اكمل
- أتذكرين عند الساعة 2:24ص -أي قبل ثلاث ساعات ونصف- عندما أخبرتكي بأن القمر قد اكتمل على ذلك الكوكب؟
- نعم، ولم أكن أبدي أي إهتمام لخزعبلاتك
- نعم أدري، منذ تلك الساعة وحتى لحظة قدومي الى كمبيوتري لمراسلتك وأنا أجرب المتتالية التي أُرفِقت مع النرد، لقد رميته ألفا وتسعمئة وثلاثة وتسعين مرة!واستنتجت منها 17 احتمالا أكيدا، خبّأتها لكِ في هذه المحادثة.
- هلا تتوقّف عن التفصيل الممل وتخبرني كيف فعلتها بسرعه؟

- ههههههه يا الهي! انها تعمل، لقد فعلتها حقا. أحبكي ياصغيرتي، أحببببك
- بفففففففففف وأنا أحبك (صوت قبله على مضض، إلا أنها تذيب الروح)
- آآآه آآآه
- متى سنلتقي مرة أخرى ياحبيبي؟
- لقد فعلتها واخترقت عقله. لقد أصبحت أتنبؤ بالمستقبل بالتأكيد! لقد علمت عن أقمار الكواكب الاخرى وكيف تعمل. مؤكد أنني أعلم متى سنلتقي مرة أخرى ياصغيرتي. بعد اليوم، لن أترك شيئا للصدفة. (توقف صوت جهاز الجلاكسي اللذي كان هو من يتحدث بصوت حاد طوال الوقت)
- مالذي تتحدّث عنه! ماذا تقصد؟

- (بصوت دافئً وراسخٍ ينطُق :) ألم تتمكّني من تميز صوتي وهو مسجّل ياحلوتي؟ لقد تنبأت بكل كلمة ستقولينها، وسجّلت مقابلها الجواب او التعليق المناسب! حمقاء!
- ماذا تقول؟؟؟؟
- نعم، لقد أصبحت أتنبّأ بالمستقبل! لقد إخترقت عقله! وبعد 40 يوم من التدريبات المتواصلة، لن أحتاج الى هذا النرد وتلك التعليمات السخيفة مرة أخرى.
- يا إلهي! كم زجاجةً شربت اليوم؟
- ولا واحدة، ولا أظن أنني سأشرب طوال الـ40 يوماً القادمة، أشعر بأنني منتشيٌ فعلا، ألم تفهمي بعد! لقد إخترقت عقله! وأي نشوة أرجوها بعد هذه؟!
- (أغمي على الفتاة المسكينة ونحن لم نحدد موعد لقائنا بعد)


السبت، 20 أبريل 2013

الوحي




كل ما أريده هو الاصلاح، وبعد تراكم الاشارات والرسائل الموجهة إلي من روح العالم، تأكدت من أنني أنا من سيقوم بذلك. لكن مهلا! كيف سأقوم بذلك وأنا صاحب الشهادة الثانويّة المهترئة؟! هل أعلم عن الطريقة التي سأقوم بها بالاصلاح في بلد يرى شعبه ان اي نية اصلاح هي ضربا من ضروب الهرطقة النفسية أو التفاؤل المستفز؟! أقولها وبكل فخر رجل جعل من الانبياء أمثلته العليا : طبعا أعلم، ولست أشك في ذلك.

كل ما أراده آخر الانبياء والمرسلين -محمد صلى الله عليه- هو الاصلاح، وحتى يتم له ذلك، قرر أن يكون التغير الذي يريد أن يراه في  قريش. لقد كان يختلي في غار حراء لأيام وليالي طويلة جدا، وجعل من هذا الاختلاء ديدنه الذي لم يتوقف عنه حتى بعد اشراق روحه ونزول الوحي عليه من الله سبحانه. لقد كان النبي يتعبد قبل الوحي في الغار! ولطالما تساءلت في نفسي : ولكن، بأي شريعة كان يتعبد؟ وبعد ان اقتربت من الاجابه على سؤال مهم كهذا، تساءلت مرة اخرى : ومن يهتم بذلك اليوم! قلت هذا لانه ليس فينا الى الان من سلط الضوء على اي تفصيل حدث قبل الوحي! كل ما يهمنا هو الوحي وما بعده، ولينمحي من التاريخ كل ما كان قبله.

نزل الوحي على كل الانبياء وهم مختلون، ولم يروى عن نبي واحد انه استقبل اول وحي له وهو بين الناس يأكل ويشرب ويتسامر معهم. ويا للغرابة! كل الانبياء بعد نزول الوحي عليهم، يتحوّلون. كل الانبياء بعد نزول الوحي عليهم، اصبحو مع الله مباشرةً متواصلون. كل الانبياء بعد نزول الوحي، استطاعو ان يكونو التغير الذي يريدون. هل يعني هذا -اذا اردت انا ان اكون التغير الذي اريد ان اراه في شعبي- ان انتظر الوحي؟ حاشَ وكلّا! انها لا تتم بهذه الطريقة.

في البداية ما هو الوحي؟ وكيف ينزل على الانبياء؟ ولماذا لا ينزل الا على الانبياء وحدهم؟ ولماذا توقف الوحي عند اخر الانبياء والمرسلين ولم يواصل جبريل زيارة بعض البشر المشرقين لينشرو رسالة الله ومجده على الارض؟ الجواب على اخر سؤال هو ان الله سبحانه قد اكمل دينه، ولم نعد بحاجة لاي نبي اخر بعد النبي محمّد صلى الله عليه ليتم رسالة الله المتمثلة في توحيده واعلاء مجده.

نعود الى السؤال الاول: ماهو الوحي؟
وسأجيب عليه غاضاً طرفي عن كل ماذكر في كتب العقيدة التي لم استطع قراءتها في كل مرة كنت فيها جائعا جدا، وسأعتمد على بصيرتي التي هي اساس ايماني وايمان كل من اعتمد على بصيرته، ولا بأس ايضا من الاعتماد على تعريفات سمعتها في المدرسة.

1-الوحي: هو ذلك النداء الداخلي الذي لا يتوقف عن اخبارك بأنه ثمة خطب ما، وان الامور لا تجري كما هو مخطط لها.
2-الوحي: هو ذلك النداء الداخلي الذي يسألك وكأنك تعرف الاجابة على سؤاله: مالذي يفعله هؤلاء القوم بأنفسهم بحق رب الكعبة؟ إنه مخالف للعقل وللفطرة السليمة.
3-الوحي: هو ذلك النداء الداخلي الذي يحثك طوال الوقت على أن تضع حدا لكل ذلك، بأن تكون التغير الذي تريد أن تراه فيك وفي من حولك.

حسنا نلاحظ ان الوحي لم يكن سوى نداءً داخلياً، وهو هكذا يحدث لكل انسان، ولكن ماحدث مع الانبياء كان اعظم من ان اصفه انا واعرّفه ببصيرتي التي اعتقد بأنها ثاقبة. وعلى اية حال فالتعريفات الشرعية المتفق عليها موجودة في كتب العقيدة. وهناك لم يضف اي كاتب معلومات لم يتأكد من صحتها، تماما كما فعلت أنا قبل قليل.

كيف ينزل الوحي على الانبياء؟
ينزل الوحي على الانبياء بعد ان يختلو بأنفسهم في الجبال والوديان والغابات، بشرط ان يكون جبريل هو من ينزله عليهم من الله تعالى بالحرف الواحد. والوحي الذي يتنزل على الانبياء يختلف تماما عن الوحي الذي يستمده البشر من نداءاتهم الداخليه.
والوحي الذي من عند الله سبحانه لا يتنزل الا على الانبياء وحدهم، لان الله سبحانه هو من اختارهم وليسو هم من اختارو ان ينصّبو انبياء. ولكن هم من اختارو ان يختلو بأنفسهم، ولم يحدث انه نزل وحي على نبي وهو ليس مختليا بنفسه تمام الاختلاء.

لماذا توقف الوحي عند اخر الانبياء والمرسلين؟
توقف الوحي عند اخر الانبياء والمرسلين لانه لم يكن هناك اي منظمة تدعى بمنظمة حقوق الانسان في عصر اخر الانبياء والمرسلين، ولكن السبب الاهم من ذلك هو ان الله قد اكمل دينه واوقف التشريع السماوي بعد قرون من الزمان وبعد ارسال مئات الانبياء في الارض لينشرو دين التوحيد، وكما هو الهرم الذي يحتاج الى رأسه ليتم، كان آخر الانبياء صلى الله عليه هو الهرم الذي أتم شرع الله ومجده على الارض.

كل هذا الاستعراض لتساؤلاتي واجاباتي عليها سببها سؤال واحد! وهو هل نستطيع ان نقتدي بالانبياء فعلا؟ وبالاستناد لما كتبته هنا يتجلى الجواب بلا شك: نعم نستطيع ذلك. بشرط واحد وهو ان الوحي من الله قد انقطع الى الابد واننا سنقتدي بهم ولن يتنزل على اي واحد منا وحي من جبريل عليه السلام، وهذا مانحن متفقون عليه تماما.

ان الطريقة التي يستطيع اي انسان ان يباشر الاصلاح بها تكمن في العبارة التي نطق بها المناضل السلمي الاكثر تأثيرا على الارض في العصر الحديث، غاندي. هذا الرجل النحيل، والذي كان يعاقب نفسه بالصيام لأيام طويله اذا لم يتوقف الهنود عن الاقتتال فيما بينهم بسبب دياناتهم ومذاهبهم. احيانا أعقتد بأنه صام وأحوج نفسه ليجوع لألا يقرأ كتب العقائد الهنديه، فكل كتب العقائد كبيره ومفصله ومؤكد انها ليست جميلة ككتب الانبياء او اقوالهم البسيطة الكلمات، العميقة المعنى.

قال مهاتما غاندي: كن أنت التغير الذي تريد أن تراه في العالم.
وحتى من قبل ان ينطق بها، كان جميع الانبياء -بما فيهم نبينا محمد صلى الله عليه- التغير الذي يريدون ان يروه في شعوبهم ومجتمعاتهم -التي كانت قبل ان يباشرو العمل على اصلاحها- في قمة الجهل والخرافة والتوهان والتخلّف. لم يأتي غاندي بجديد، فقد بدأ النبي في البحث عن الحق منذ نعومة اظافره، ولم يتأثر ابدا بسلوكيات الجاهليين السكارى عابدي الاحجار ومطففي الموازين، بل على العكس تماما، كان أمينا جدا، وفي هذا أراد ان يكون التغير الذي يريد ان يراه في قبيلة غشّاشة كقريش. ومع الامانة، يأتي الصدق الذي يتبعه الاخلاص الذي تتبعه المبادئ الفطرية التي تتبعها الايمان بالله. وسعادة الايمان بالله تستدعي نشر الايمان بالله ليعم الارض السلام والوؤام والانسجام التام.

كان الصادق الامين شاذا عن افراد قبيلته لكونه يعبد اله لا يراه ولا يسمعه زعماء قريش! وكأنهم هم الذين يعبدون احجارا تنطق وتتكلم وتذرف بالطرائف عليهم طوال الوقت. كان الصادق الامين هو التغير الذي أراد أن يراه في أمته، وبصراحه، حتى تتبين لنا هذه الحقيقة الواضحة التي هي اساس مقالي، فقد يتطلب تبيانها كتبا كثيرة لا تركز الا على الاخلاق القرشية والاخلاق والافكار النبوية التي كانت تتعدى القرشية في فطرتها وجمالها ومنطقيتها البسيطه. نعم، الموضوع اكبر من ان يسلط مقال واحد الضوء على كل قضاياه.

في النهايه، اذا كنت انسانا يقتدي بالانبياء فعلا ولست ممن يرفعون الشعارات، ستحيى حياة كلها اخلاق حميده وسعاده يتعذر وصفها احيانا، فقط عندما تباشر في أن تكون التغير الذي تريد ان تراه في نفسك، وفي شعبك، ومن ثم اذا اردت ان تكون كالانبياء بحق، ربما ستعلي من همتك لتكون التغير الذي تريد ان تراه في العالم، كما هم الانبياء ابطال عالم اليوم، وكل يوم.

الجمعة، 5 أبريل 2013

الموت






أنا : من أنت؟
الموت : أنا الإسم المر!
أنا : لن أذهب معك.
الموت : وهل تظن أنني سوف أسألك عن رأيك؟
أنا : أين كنت عندما ناديتك ليالي وأياما طويله؟
الموت : لماذا تعتقد بأنني أعمل عندك بحق الجحيم؟
أنا : هل تعلم بأنك تافه؟
الموت : آآآآه نعم أعلم ذلك، وصديقتي الولادة تسخر مني دائما لكوني كذلك، ولكونها جميله! مغروره

أنا : تعال الى مطبخي، قلي ماذا تشرب؟
الموت : حماده بالزنجبيل!
أنا : ههههه سكر؟
الموت : ربما روحك!
أنا : يا إلهي! إنك لا تمزححح!
الموت : لأنني تافه يا حبيبي

أنا : مالفرق بينه وبيننا؟
الموت : هو لا يقوم بها مباشرةً، بل يوكلني أنا لأتم المهمة.
أنا : لكنه هو الذي يحيي ويميت مباشرةً!
الموت : أخبرني عن تلك الناقة التي ذبحت أمامك؟
أنا : سحقا لك وتبا لك من محتال! خذ روحي الآن أيها الصعلوك التافه.
الموت : هوّن عليك يا حبيبي، سوف أفعل، لكن ليس قبل أن أنتهي منك.
أنا : أنا أعلم، تريد أن تنتزع مني إعترافا يؤكد لك طبيعة علاقتي مع الخالق؟
الموت : كم أنا حزين لأن البشر سيفتقدون صاحب هذا العقل الناصع.

أنا : هو من ذبح الناقة، وليست أنا. أنا كنت فقط الشاهد الساكن. هو من ذبح الناقة، والخالق سوف يذبحني الان.
الموت : ليس الخالق من سيقوم بذلك؛ أنت من سيقوم بذلك، مفهوم؟
أنا : أنا لا أخاف منك، ولا أحبك، أنت هو الذي يفرّق المحبين عن بعضهم البعض، الى الابد.
الموت : هذا هو الغرض من حياتي. أتعلم، مارأيك أن تستدعيني بعد أن تتم الغرض من حياتك؟ أنا ذاهب الان، فهناك مهمة مستعجلة في انتظاري، وهذه المره فستكون مع شخص بين السماء والارض.

أنا : لقد ذهب ذلك التافه المسكين، كم أحبه، كم أحبه.
الموت (يهمس لي وهو لامرئي) : لقد سمعتك.

حبيبي شديد الاحتيال



أكثر ما يعجبها فيه هو مدى إحتياله الفظيع، علاوة على كونه يجيد التقبيل.

توجهة فدوى الى منزل صديقتها ليحتفلا ويتناولا الكعك المحلى. انتهت صديقة فدوى من قراءة مجموعة كاملة من كتب الايزوتيرك، الكتب التي أغرقتها في محيطات نفسها تماما. أما فدوى فستحتفل بمناسبة بعيدة تماما عن الكتب، لقد اقتنت، أخيرا، الآلة الموسيقية التي لطالما حلمت بها في منامها ويقظتها، الكمان.

لسوء الحظ، أخبرت فدوى حبيبها في الليلة الماضية بأنها ستتأخر عن مقابلته اليوم لأنها ستحتفل مع صديقتها، وكالعادة كان هذا الخبر كالصاعقة على مسامع حبيبها الذي كانت تعلم بأنه لن يرضى بأن تنشغل بغيره أيا كان إطلاقا.

ها هي تنعطف عند الجادة 7 وبيت صديقتها في آخر الجادة تحت الجسر الذي يربط بين المسجد وملعب كرة السلة حيث يتواجد حبيبها مع أصدقائه عادةً.

حبيبها المحتال، كان ينتظرها تحت الجسر حيث كل شيء ممكن، خصوصا، القبلات التي لا تخطر على البال.

ها هي تقترب، وتلحظ مجموعة شبان سعداء يرتدون ملابسهم الوسيعة المخصصة لكرة السلة يمرون، وللأسف لم ترى المحتال بينهم.

يا إلهي! لقد وصلت، هاهي تختفي تحت الجسر، يا للهول، إنه هنا! هههههه لا أصدّق، كنت أعلم بأن قلبه ينتظرني في مكان ما ولكن....

كان يضع يده على وسطه وكف يده الاخرى مقبوضةً وتغطي فمه وكأنه على وشك أن يبدأ في الغناء. لقد كان يهيئ تلك الشفتان جيدا، المحتال.

على بعد امتار، رأت كيسا عند قدمه، سألته ماهذا، قال: كعكه! قالت ماذا؟ قال: طلبت من أمي أن تعدها لي، أخبرتها بأننا سنخوض مباراة كبيره مع شبّان الحي المجاور، واذا فزنا فسنحتفل، وبما أنني أنا كابتن فريقي، فقد صنعتها أمي لي بسرعه. ردت عليه: وهل خضتم المباراة؟ رد عليها بعينين نصف مغمضتين : أنتي المباراة الكبيرة يا حبيبتي، وأريد أن أفوز بقلبك وروحك طوال حياتنا.

اقترب منها، واقتربت منه وهي مذهولة من احتياله وروعته ورومنسيته، امسكت بكتفيه، وهو احتضن خصرها، وبدأ طقس العاشقين، هطلت أمطار القبل وكلنا محترفون في تصورها.

إيقاف مؤقت
قال لها : هل ستذهبين الى صديقتك.
ردّت عليه : أنت صديقي وحفلتي، أنت حبيبي، أنت كل شيء.
إستمرار-:

نحن نعيش داخل عقل شخص يحلم!




كانت تمشي في ذلك الزقاق المظلم ببطئ، والمشي ببطئ هو من أكثر الاخطاء الشائعة في الأزقة المظلمة.
مرت على رجلين يقفان مقابل بعضهما، احدهما يمسك بقارورة بيره، والاخر بلفافة تبغ كبيرة. مؤكد انهما يتحدثان عن مالايثير اهتمامها الحالي على الاطلاق.
تمنت لو ان الرجلان لم يحدّقا اليها بتلك النظرات التي خدشت مزاجها. همت بأن تسرع في مشيتها، لكنها قررت ان تبقى على نفس السرعه البطيئة وهي تمشي بتأمّل.
كانت تفكر، مالذي أريده في حياتي بحق السماء !! ماذا أريد! ماذا! أريد! هل يبدو هذا سؤالا صعبا بحق آمون الاله الجميل الذي قرأت عنه!

هي في اخر الزقاق الان، وقد لاحظت اصوات خطوات تتبعها، فالظلام! يا الهي. يبدو انه احد الرجلين! ماذا افعل!
اسمعي يافتاة، منذ البداية مالذي جعلكي تتسكعين ببطئ في هذه اللّفه المظلمه! ذنبك على جنبك. نحن في حي عشوائي! ولا يستطيع احد ان يتنبأ بما سيفعله بك خاطفك الذي يتبعك! من الافضل الا تستديري، امضي مسرعه، الان.

خطت خطوة واسعه واحده ثم توقّفت فجأة لتضحك على مزاجها المتوتر بسبب سؤال وجودي كان يُعتقد بأنه سيشعرها بالتحدي فالحياة. اكتشفت هوية ذلك اللصلوص خلفها.
اشتمت رائحة عطره، المغفل، كان ينتظر دخولي الى هذا الزقاق ليباغت قلبي الهش بخدعة رخيصة لطالما قرأت عنها فالقصص البوليسية، قررت ان تستدير بعد ان ادخلت يدها في حقيبتها الجلدية مخرجة سكاكر التفاح التي يحبها حبيبها الذي خلفها، والذي اراد ان يزلزل مشاعرها بسبب تأخرها عن موعد العشاء اليوم، ياحلوتي، كان من المفترض ان نكون فالمطعم منذ ساعة، قررت ان آتي لاصطحابك ايتها الجميلة.

قبّلا بعضهما بعنف، وكأنهما ينتقمان لكل تلك المكائد التي حبكاها لبعضهما بحب. عند اخر الزقاق المظلم، رأسها على كتفه وهما يمشيان جنبا الى جنب، قالت، أحبك. قال لها : مالذي تريدينه في حياتك. فضّل لو انها تقول : أنت، لكن هي فضلت ان تغير الموضوع، هل تعلم بأننا طوال حياتنا كنا نعيش داخل عقل شخص يحلم؟

زوجتي، كم أحبك ..




ياله من يوم جميل، سأشاركها هذا اليوم الذي من شأنه أن يزيد جمال علاقتنا الحميمة ..
انصرفت من مكان عملي المشوّق باتجاهي الى منزلي الكبير، لتستقبلني كالعادة بقبلة وبسعاده تؤكد لي أن هذا يوم جميل حقا ..

اقترحت عليها أن نتناول غداءنا في الخارج، وكانت تقترح المطاعم، وأنا أسخر من كل هذه المطاعم بطريقة تضحكها بشكل يضحكني أنا أيضا .. أجل ياحبيبتي .. إضحكي على كل هذه السذاجه، فأنا لا أريد غير إسعادك ..

قالت أخيرا : وماذا عن مطعم كودو وضحكت لثانيتين، أما أنا فقلت في نفسي : ستسقطين في أحضاني ضاحكة بعد هذا التعليق ..
قلت لها : عندما رأيت ذك المثلث الاصفر المقلوب على تلك الخلفية الزرقاء لأوّل مره، ظننت أنه مكتب تأجير سيارات *_* كمكتب المفتاح مثلا ..

أعلم أنها نكتة سخيفة، إلا أنها كانت مستعدة لتضحك على أي كلمة أقولها .. ضحكت كثيرا ثم قالت : أما أنا فكنت أظن مطعم الطازج، حانة لبيع اللحوم الطازجة. ضحكنا وقلت : نعم فالاسم يوحي بذلك من أول وهلة ..

قامت لتستحمّ ولتستعدّ للخروج، قامت وهي تضحك، قمت معها ولكنني توجهت الى المطبخ وأعددت كوبا من قهوتي المفضّلة ثم توجهّت الى حائط اخر في الجهة الاخرى من المنزل – حائط يواجه الحمام الذي تستحم فيه - وبدأت بمراقبتها .. أقسم أنني لم أر غير وجهها من النافذة وهي تستحم، أقسم أنني لم أر غير وجهها وشعرها فقط، أقسم أنني لم أر غير وجهها وشعرها وكتفيها .. لم تلحظ مراقبتي لها فقد كنا فالنهار والمسافة بيننا حوالي عشرون مترا تملؤها أشعة الشمس.

إنتظرتها لتضحك وهي تستحم، وهذا ما حدث بالفعل، مؤكد أنها أفتكرت نكتتي، أو أي شيء آخر استدعى ضحكتها الثمينة .. وانصرفت أخيرا لأستحم أنا ايضا ولأبدّل ملابسي ..

كل الأيام تحتاج الى القليل من الضحكات لتصبح أجمل ..
زوجتي، كم أحبك ......


ملاحظة .. لم أتزوّج بعد .. وهذه مجرّد قصة قصيرة ..

أصبحت أشك في الصلاة!



انتهت صلاة الجماعة عند دخولي الى المسجد، دخلت أنا من باب وهو من باب آخر وهذا ثالث آتٍ من ورائي، أعزائي القرّاء ،نحن على صدد متابعة رقصة من أكثر الرقصات اثارة للاشمئزاز.

أقمت الصلاة، وكما هي العادة المقيتة، محاباة بيننا ليتقدم شخص للإمامه، تقدم هو، كبّر ولم تلبث عشر ثوانِ لأقرأ فيها الفاتحة، حتى ركع ببطئ وارتفع بسرعة كغصن خيزران متمايل! سجد ورفع ثم سجد وقام، ثم ركع ورفع وسجد ورفع، يا الهي، الله اكبر! السـ السلا عليكم ورحمة الله. أخيرا، انتهت الصلاة، ليبدأ سباق المسافات الطويلة، تغ تغ تغ ثلاث مرات ثم سب سب سب سب سب سب ثلاث وثلاثين، ثم حمدل حمدل حمدل حمدل ثلاث وثلاثين ، ثم الله وك الله وكاللهوك الله وك ثلاث وثلاثين.

مالذي كان يفعله هذا الرجل قبل دخوله الى المسجد ؟ لا أدري! ربّما كان يفكّر، مؤكد انه كان يفكّر ولكنه هذه المره قد غاص بتفكيره في جهنم وفي كيفية الخلاص منها!

بحثت كثيرا عن ما يضاهي الصلاة في تكررها يوميا لأتعامل معها تعامل المستمتع بيومه، وجدت ان المتكررات تتمثل في المأكل والاستحمام والصلاة والتسوق من البقالة والقراءة ومشاهدة الافلام او المحاضرات او أي مسلّي والاستماع الى المواد العلميه والموسقى، واحيانا أمارس التأمل.

لم أجد مايضاهي الصلاة في قداستها غير التأمل، ولكني رأيت أنه لا فرق بينهما من حيث الدافع لأدائهما ، فكلاهما مؤدلجان، فالصلاة واجبة لأن هناك جحيما مستعره، والتأمل طقس تنويري يتمثل في كونه منجى من الحياة الرتيبه ليزيدها ألقاً وشاعرية لينقلها الى حياة رهيبه ذات معاني واهتمامات حقيقية.

في رحلتي وسعيي لفك شيفرة الصلاة التي اقتنعت بأنها رمز من الرموز الروحية، لم أصل الى مبتغاي الى الان ولكن ما اثارني لكتابة هذه السطور هو ذلك الازعاج الذي لن أستطيع تحمّله بعد الان.

مافائدة صلاة كانت أسرع من البرق في تأديتها مع خلوها حتى من أصغر اللمحات الروحية ! مافائدة صلاة لست مقتنعا فيها من اعماقي! مع الاقتناع قطعاً بـأن فيها مايقنع. تساؤلات كثيرة تملأ رأسي بلا توقّف فيما يتعلّق بموضوع الصلاة منذ زمن، ولم اجد لها اجوبة ولا على أي من المستويات لا المنطقية ولا الروحيه النفسيه! هل فعلا ان تارك هذه الصلاة كافر؟ ولكن ماذا عن تأديتها مع الشعور بالاكراه لتأديتها؟ ماذا عن تأديتها لأن هناك جهنم لو لم أؤدها ؟ ماذا عن البكاء! ألا يعتبر طقسا روحانيا  في هذه الحالة؟ ماذا لو طلبت ربع أجر أي صلاة لطقس واحد من البكاء الحقيقي؟ هل سأدعي، يستجاب لي؟! صدقني يا الهي، سأبكي فعلا، فكما أني أتقن الضحك فكذلك أتقن البكاء.

الاثنين، 1 أبريل 2013

من أنا؟ من أكون؟




حسنا، جدتي سودانية وجدي نيجيري، وجدتي الاخرى نيجيرية وتزوجت في السودان، اما جدي زوجها فهو نيجيري. هل انا عربي أم أعجمي؟ من أنا بحق رب الكعبة؟ هل السودان دولة عربية لأندس تحت جلبابها لأتفاخر بأني عربي؟ واضح ان نيجيريا دولة افريقية من افقر ما يكون ولا تمت للعرب -اغنياء اللون الابيض والانجازات القبلية والاسلامية البطولية- بأي صلة.

محتار في من أنا؟ وأنا مولود في بقعة كبيرة على الخريطة تسمى بـ"المملكة العربية السعودية" هي مملكة مملوكة وليست ديموقراطية ولا تسمح للشعب بأن يختار حاكمه على أساس الشورى الاسلامية، وهي عربية ومؤسسيها عرب اتخذو من الكويت استراحة مؤقتة لمحاربيهم الحالمين، وسعودية تنتسب الى آل سعود وعائلته الكريمة التي لولاها لربما كانت المملكة العربية المكتومية نسبة الى ال مكتوم، او المملكة العربية الصباحية نسبة الى عائلة الصباح، وتطول الاحتمالات اللانهائية في هذا الاصل الى ان نصل الى احتمال المملكة العربية اللا إسلامية، فقط لأنني أنا وبعض المقيمين ميسوري الحال نتعرض الى ضغوط وقوانين هي مرفوضة انسانياً وتعتبر ضد بديهيات الاسلام الذي أصبحت أعتقد بأنه عربي خالص.

أنا فواز حامد على ابكر، برناوي، وانبثقت بالتحديد من قبيلة بدي البرناوية في نيجيريا. ولدت في المملكة العربية السعودية في اليوم العاشر من شهر صفر في سنة أربعة عشر وأربعمئة بعد الألف عند الساعة العاشرة مساءً في مستشفى لا انساني واسمه هو اخر اسم يخطر على البال (النور) اصبح مؤخرا لا يعالج صديقي الغير سعودي المصاب باللوكيميا لانه مستشفى كجنة المسلمين الحصرية على اناس معينين بسبب تعميمات وبنود جديده من وزارة الصحة التي لا تعلم بأي طريقة ستتحدث عنها بالضبط اذا ماحتجت الى التقاط شهقتك التالية بعد زفير ممتلئ بالتعجب والحنق!

تخرجت من المرحلة الثانوية منذ سنة اثنان وثلاثون وأربعئمة بعد الألف، وحقا لا أريد إكمال دراستي الجامعية إطلاقا، أو على الأقل فلن أكملها هنا أبدا، فالتعليم هنا أقرب ما يكون إلى تربية قطعان من الخرفان يعيشون ليموتو وهم لم يعلمو أصلا بوجود بصمات عليهم أن يتركوها على صفحات التاريخ. اكتشفت البصمات منذ قرنيين تقريبا، اما هؤلاء الخرفان فيعلمون عن كل ما كان قبل البصمات بألفٍ ومئتي سنة، كفتوحات إسلامية وغزوات تتبعها غزوات وتفسيرات للقرآن الذي يتلى تارة بتأني وتارة بصرخات الى ما هنالك من التاريخ ذو البعد الواحد في العالم الوافر الذي يتجاوز عدد ابعاده على الاقل عدد اصابع اليد الواحدة، التي بها تستطيع الصفع والكتابة والرسم والعزف وضرب الأمثال، واذا ما اشركتها مع اختها الأخرى فستتمكن من التصفيق على حظك العاثر.

إنني حقا أتساءل! من أنا؟
هل أنا مميز عن باقي البشر، هل أنا مميز حتى عن باقي الحيوانات والنباتات، بالله هل أنا مميز ومختلف عن هذه الظواهر الطبيعية من سحب وبرق ورعد وبراكين وزلازل توشك على ان تبدأ؟ هل أنا وادي أم جبل؟ هل أستطيع يوما أن أكون كالتل؟ كيف أستطيع الاستمرار في الري والهطل؟ مالفرق بيني وبين كل ما هو موجود؟ من أنا؟
هل أنا نبي؟ هل أنا آلهة تشبه أي آلهة في بلاد الإغريق؟ هل أنا مجرد انسان ولد ليموت؟ هل أنا أحجيّة؟

هل سؤال من أنا يعني ما هو أصلي ولوني؟ أم يعني ما هو جوهري؟ أم يعني ما هو جنسي؟ أم يعني ماهو ديني؟ مالفرق بين الحيرة وبيني؟ من المقلق أن تكون ظاهرة تصنف على عدة مستويات، أليس هناك مستوى واحد يعرّف عنّي ببلاغة لا تحتاج الى جدال ليبرز مدلولاتها؟ في الحقيقة أنا لا أريد أن أعترف بـ من أنا حقا؟ لأنني ببساطة، لا أعرف، ولكنني أحب الألوان كثيرا، وأعلم عن سبعة ألوان إذا ماجتمعت مع بعضها فلن تعطي الا لونا واحدا هو الذي نشعر به في لحظات كثيرة كهذه، هذا اللون يدعى لون النور.

أنا النور الذي يبدد الظلام، أنا اللذي بعد ميلادي إمتلأ قلب أمي فرحة بي، وبعد عقدين من الزمان املأت قلب حبيبتي بي لاعترافي بحبي الكبير لها. لم أتوقف يوما عن النظر إلي، وحتى في الظلام، أنا لا أشعر إلا بي. أنا النور اللذي إختار أن يطغى على كل تلك التصنيفات المظلمة التي لا تعني أي شيء. تصنيفات محيرة تدمي القلب من قسوتها وعنصريتها وحيرتها. أنا النور ومصدر النور واحد.
كالشمس أشرق على من أحب ويحبني، وكالصخر الذي يحتوي على الحمم النارية الملتهبة، التي قد تمطر نارا على كل من يريد تصنيفي على مزاجه هو وليس على مزاجي، معتقدا بأن الحقيقة هي مايراها هو عني، وليست ما أراها أنا عن نفسي.

أنا لست ما يعتقد فيني أي شخص، رغم لوني ومعاناتي وطريقي الذي اخترته! أنا هو من يحدد من أنا ويبحث عن من أنا الحقيقية!
أنا موجة في بحر الكون تراقصت من تلقاء ذاتها وحثت الموجات الأخريات على أن تتراقص بكل فخر طبيعي، لكونها موجات تتشارك الرقص الكوني مع كل موجة خطرت او قد تخطر على بال الوجود ان عاجلا أم آجلا.

أنا مضطرب كالموجات تماما، وأختار أن أكون كذلك بكامل حريتي، ولا أرضى بأن أسجن داخل أي صنف عرقي أو جغرافي أو ديني او كوني.

أنا الحالم صاحب البشرة السوداء، الحر صاحب الفكر الحر الذي يعتقد بأنه تجاوز افكار الانتماء البدائي لقبيلة توفر لي الجنس والامن والاعتقاد الواحد الصحيح والاستشفاء من العاهات الجسدية والسحرية. أنا فقير الحقيقة، وغنيّ بحماسة البحث عنها.
تستطيع أن تعتبرني بلا أي شيء، غير الحب الذي شوش عقلي بعد أن وعدني بأنه سيدفعني إلى أقصى نقطة لم أحلم يوما بالوصول إليها.

وبعد كل هذه الهرطقة النفسية، لم أعلم حقا. من أنا؟ من أكون؟