الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

حكاية الحورية وحبلي السري




حكت لي حوريةٌ ذات مرةٍ حكايتها ...
كانت تتنعم في كنف رجل يدللها ويعتني بها ويحبها ويشاكسها، كان أبوها، أخوها، صديقها، وعيشقها في آن، ولقد غمرها برعايته كما لم يفعلَ رجلٌ بإمرأةٍ من قبل.
ولكن، ما أن توفي حتى تحولت إلى إمرأة أقل بدرجةٍ من الحورية، لقد أصبحت مجرد إمرأة، كباقي النساء اللواتي سئمن من العشق اللذي يتصنّعه لهن رجالهن، لقد تحوّلت الى إمرأة لا تملك من يقدّر جمالها وأنوثتها وإحساسها المرهف. كانت تبكي بحرقة وهي تخبرني: كان علي أن أعتبر نفسي حوريةً إلى الأبدِ وأتحضرَ للأيام التي سأفتقد فيها عشيقي، لأن الحياة ستبدو كئيبة إلى الأبدِ إذا مارتبطنا بشخص فيها ونسينا أنفسنا التي هي أولى بهذا الإرتباط.


تذكّرت بعدها قصةً مشهورةً في حينا لرجلٍ أصبح مشردا بعد ان توفي سيده، فقد تخاصم أبناء سيده على ميراث أبيهم، وطردوه من القصر الذي كان فيه، ويالحماقة الرجل، فهو لم يهيئ نفسه لمثل هذا اليوم الذي سيطرد فيه بعد موت سيده. لقد كان في وسعه ان يصبح تاجرا مثل سيده ويتعلم اصطياد السمكات بدل تلقيها جاهزة أثناء رحلاته التجارية معه.


ثم ذهلت بعد ذلك لكوني قد توصلت الى إجابةٍ لسؤالي: لماذا قطعو حبلي السري بعد أن ولدت؟ لقد كنت أتمتّع بغذاء أمي من غير أن أرهق نفسي بطلب الغذاء! إلا أن قطع حبلي السري كان مبتدأ طريقي نحو النضوج وتغذية نفسي بنفسي. كنت بعد أن قطع حبلي السري كمن باشر تعلّم اصطياد السمكة لنفسه!

سأقطع كل الحبال السرّية، العقليةَ منها والعاطفيةِ، وحتى المالية، وأتوجه مستقبلا طريقي نحو نضوجي الشخصي. وطوبى لي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق