السبت، 31 أغسطس 2013

ليس الكثير من المساجد هو ما نحتاجه اليوم.

هناك أشياء كثيرة أحبها في الشيعة، أولها أنهم مختلفين، وهذا يقودني لحب جميع المختلفين، حتى وإن كانو من الملحدين، بشرط، أن يظلو جميعا من من يحبون المختلفين ويتركونهم على مذاهبهم من غير أن يفكرو في هدايتهم وكأنهم أغبياء ومغفلين.

كنت أتابع قناة الإتجاه الشيعية أثناء الغداء وتبين لي أنها قناة مثيرة جدا، وحفظت رقمها لكي أشاهدها عندما أمل من الأفكار التي لا أتوقف عن اجترارها.

أصبحت من المؤمنين بشدة بنمط حياة المسؤولية الإجتماعية، وهو نمط حياة كباقي أنماط الحياة الأخرى وأساسه هو أساس نمط الحياة الروحانية: حب لأخيك ما تحب لنفسك. وهذه القاعدة هي أساس جميع التعاليم الدينية والروحية، حيث قال أحد الأحبار الرهبان: هذه هي أساس التوراة، وكل ما عدى ذلك ليس سوى تفاصيل لذلك.

في القناة الشيعية تحدث الراوي عن إمام يدعى بالمغيب، نسيت نسمه، لكنه على توجه السيد باقر الصدر.
قام الإمام المغيب بجمع تبرعات ليبني بها مؤسسة اجتماعية لأفراد تلك المنطقة المسمّاة بشحرور أو شحر، عجبتني فكرة التبرعات وبناء المؤسسات الاجتماعية، لكون تجارنا عبارة عن مجموعة من الححمقى لا يبنون غير المساجد، في حين تبني الدول المتقدمة دورا ترفيهية للاطفال ومكتبات للشباب ومشاريع مشابهة للمسنين، ويعتبرون هذا احدى مسؤولياتهم تجاه مجتمعاتهم.

بنوكنا لا تبني غير المساجد لابتغاء مرضاة الله في الدنيا والاخرة وذالك استجابة لدافع الانانية الدنيوية والاخروية فيهم، حتى الوليد بن طلال سعيد لكونه يبني الكثير من المساجد وكأننا فيها نتعلم كيف نصبح أشخاص أفضل. فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولكن لا أحد من أولئك السنيين حولي يتوقف عن نعت الشيعة بالكفار، فأي فحشاء انتهينا عنها وأي منكر!

بصراحه والحق يقال واللذي له عينان فليبصر، نحن لا نحتاج الكثير من المساجد، لا بحق الله ليس هذا ما نحتاجه اكثر. ان ما نحتاجه اكثر كتب عنه الفلاسفه والناشطين الاجتماعيين والمفكرين الحيادين الكثير، لكن أغلبنا لا يلتفت الى كتاباتهم طبعا لأن أغلبنا لا يقرأ ولأن أغلبنا على منهج إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون، ولأن أغلبنا لم يتأملو حتى في آية إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم.

تحية للشيعة اللذين ينشؤون المؤسسات الاجتماعية، وتحية لستوديو يوتيرن السني، وتحية لكل من يرى أننا نحتاج إلى مباني أخرى غير المساجد.
 
 

تطور العلم، لايعني تطور الخير فقط!

كلما تطور العلم، تطور معه الخير، ولكن ليس الخير وحده هو من يتطور، بل الشر يتطور مع العلم أيضا، وإذا ما أمعنا النظر فسنرى أن تطور العلم وحده هو ما يفتح شهية الحكومات والاشرار ليحوزو على المعلومات والتكنولوجيا والقوى الجديدة والفائقة في العالم، والتي يخاف كل من الحكومات والإرهابيين من ان تقع في ايدي أعدائهم، سواء أكان أعداؤهم أبطالا ذو قيم نبيلة، أم كانو أشرارا يتطلعون الى الانتقام وتصفية حساباتهم معهم، ففي كل الأحوال القوى الفائقة تقضي أو تتسبب في إنقراض كل من يقف في طريقها. 

أصبح العلم خطيرا في عصرنا هذا بسبب تطوره السريع والعصي على الاستيعاب، اصبح العلم كعفريت خرج من فانوسه ولم يعد في وسعنا السيطرة عليه، بل يستحيل السيطرة عليه احيانا بسبب اختلال مزمن في توازن الوعي البشري، حيث انه منذ فجر التاريخ والانسان يسعى الى افناء جنسه بنفسه، وامتداد هذه الرغبة يتم بعثه باستمرار من صفحات التاريخ الى حياتنا اليومية من غير ان نلتفت الى المعطيات الاخرى في نفس الصفحات التاريخية والتي ستساهم في تحقيق توازن حقيقي في حالتنا ووعينا. 

احد هذه المعطيات التاريخية التي اثبتت ضرورة الالتفات اليها هي الروح التي تساهم في اضفاء نوع من الانسجام والتفهم والالتزام بتوفير حياة لطيفة لنا ولمن حولنا، وبهذا يكون الغرض مشتركا بين ما تريد الروح تحقيقه وبين ما يريد العلم تحقيقة في هذه الحياة.
يظهر للمفكرين أن العلم يحمل أكثر من رسالة كلية تتعلق بتفاعل الانسان مع الطبيعة وأيضا تفاعل الانسان مع الانسان. أليس هذا هو الانسجام الذي تريد الروح ان تحققه أيضا؟ فبالعودة الى صفحات تاريخ الحضارات، سنجد إهتمامات أخرى أخذت نصيبها الكافي من الحياة اليومية في تلك الحضارات تماما كما أخذ العلم نصيبه من الاهتمام فيها، ومن هذه الاهتمامات هو الاهتمام بالقوى الخفية التي تدفع الانسان ليحيى في جسد متحرك ومتفاعل تحت ظل رحمة نظام هو الأكثر تفوقا على الاطلاق. 

بعبارات أبسط، إهتمت الحضارات السابقة بالدوافع دائما، والدوافع هي تلك الحالات النفسية المتقلبة التي تتحكم بسلوكيات ما يمكننا ملاحظة سلوكه. نحن يمكننا ملاحظة سلوك اجسادنا على سبيل المثال، والعلم يحاول اكتشاف الجواب على سؤال: ماهو الدافع الذي يتوقف عن مساندة أجهزتنا أجسادنا الحيوية بعد أن نموت؟ لماذا عندما نموت نتوقف عن التنفس؟ مالذي يتسبب في تحركنا وعيشنا وتنفسنا وتناسلنا؟ مالذي يجعلنا تواقين للقبض على إجابات لهذه التساؤلات المؤرّقة؟ 

ألا ترا أن هذه الأسئلة تبعث على الانسجام؟ وعلى محاولة فهم الدوافع، لنتمكن بعدها من توفير حياة لطيفة وسعيدة ومشبعة لنا ولمن حولنا؟ هذه هي الأهداف التي يشترك العلم والروح أو الروحانية في تحقيقها. واليوم نحن أبعد ما نكون عن الروح التي نعتقد بأنها خرافة عفا عليها الزمن، والى ان نعيد بعث بعض التعاليم الروحية من صفحات التاريخ مرة اخرى، سنظل في شتاء طويل من التفاؤل العلمي.

الجمعة، 2 أغسطس 2013

قصة تحجّب أول إمرأة


من المعلوم لدينا أن الحجاب لم يكن مفروضا على جميع النساء في فترة حياة رسول الله، وانما كان الحجاب مقصورا على نساء وبنات النبي فقط. بعد ذلك توالت الأجيال تباعا وحدث أن تخلف رجل واحد من أحد الأجيال، يبدو على الأغلب أنه كان شيخ قبيلة في جيله، وبحكم التقاليد فقد تزوج زيجة لا يرى فيها العريس عروسته الا في يوم زفافهما كما حكمت العادة. حدث وللأسف أن تزوج هذا الشيخ من إمرأة قبيحة جدا، هي لم تكن قبيحة أبدا، فليست هناك أنثى قبيحة إن نظرنا إليها من منظار إنسان يعي معنى الجمال الحقيقي وطبيعة تجليه، إلا أن الشيخ لم يكن يعي كل هذا، فقد سخط على زوجته بسبب قبح شخصيتها التي أبت أن يتزوج عليها شيخها في مجتمع رجال يهوون نساء القبيلة وعاهرات القبائل المجاورة.



 - قالت له: إن تزوجت علي فسألعنك أمام الرجال!

- ويحك يإمرأه! هل تجرؤين على لعني وأنا شيخ القبيلة؟ فلتحل لعنتي عليكي وعلى جميع النساء الأخريات. بصفتي أملك سلطة تقرير مصير جيلي والأجيال -الملعونة- اللاحقة، أقرر بيانا من الديوان القبلي:من اليوم فصاعداً يجب على جميع النساء أن يتحجبن، ويحرم على أي إمرأة أن تكشف وجهها أو أيا من مفاتنهن على أي رجل بالغ. هذا سيقتلك أنتي وجميع الجريئات الملعونات. هذا سيشعرك بأنك لست إلا مملوكة في عالم كل النساء فيه حرّات. هل هناك ما هو أقسى من ذلك يإمرأة؟

وخرج شيخ القبيلة من خيمته ليصدر الأوامر بتعميم هذا البيان الجديد الذي استمتع به الكثير من الرجال. فقد كان يخجل بعضهم من منظر زوجته القبيحه جدا، كان يخجل بعضهم من ان يرى أحد الرجال المرأة القبيحة التي كان يضاجعها، لذلك إحتفلو جميعهم ببيان وجوب تغطية المرأة التي لم يكن سفورها سيئا ومزعجا البتة قبل أن يسخط شيخ القبيلة على زوجته الجريئة.

إمرأة واحدة كانت سبب اللعنة، وحلها يكمن بيد إمرأة واحدة.
يا ترى، من هي؟
لا يهم.